قالت شبكات محلية وناشطون إن قوات الأمن داهمت بلدة الدالية في جبلة لاعتقال مشتبه به، وتعرضت لكمين مسلح قرب قرية بيت عانا أسفر عن مقتل 13 عنصراً وإصابة آخرين، وسط تضارب الروايات عن مشادة بين قوات الأمن ومدنيين قبل الهجوم، وأظهرت مقاطع فيديو أحد المسلحين من عناصر النظام السابق يصور مكان الاستهداف ووجود جثة أحد عناصر الأمن العام.

وقال مدير إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية المقدم مصطفى كنيفاتي إن مسلحين من فلول نظام الأسد هاجمت نقاطًا أمنية ودوريات في مدينة جبلة وريفها، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من عناصر الأمن، وتخريب مرافق عامة وخاصة، بالتزامن مع إرسال تعزيزات أمنية وعسكرية من محافظات أخرى. في حين أفاد الناشط "عزازيل ديب" بتعرض محيط الدالية لقصف مروحي ومدفعي أسفر عن ضحايا مدنيين، بينما أظهرت مقاطع مصورة قصفًا بالمدفعية والطيران المروحي قرب بيت عانا والدالية، وقال موقع "صوت العاصمة" إن طائرات روسية أقلعت من قاعدة حميميم بالتزامن مع حملة أمنية لوزارتي الدفاع والداخلية في محيط جبلة.

أعلن قائد "لواء درع الساحل" مقداد فتيحة "الجهاد" ضد ما وصفه بـ"عصابات الجولاني"، وحدد هدف المعركة بالسيطرة على كامل الساحل السوري، وأظهرت مقاطع فيديو انتشار عناصر اللواء في مواقع عدة، أبرزها قرب الكلية البحرية في جبلة عند منتصف الليل، بينما أعلن العميد في جيش النظام غياث سليمان دلا تشكيل "المجلس العسكري لتحرير سوريا"، وأعلنت "جبهة المقاومة الإسلامية في سورية – أولي البأس" تأييد الحراك العسكري في الساحل.

وقال الدكتور خالد كمال، في منشور على صفحته على "فيسبوك"، إن مسلحين من فلول النظام سيطروا سريعًا على معظم منطقة جبلة، حيث قطعت طرق الإمداد من أوتوستراد حمص عبر طرطوس وبانياس وجبلة، إضافة إلى إغلاق طريقي حلب والحفة وطرق الجنديرية والمشيرفة، قبل أن تمتد الاشتباكات إلى مراكز طرطوس وبانياس والقرداحة والشيخ بدر واللاذقية، وعند السابعة مساءً هاجموا قوات الأمن العام في جبلة.

بينما أظهرت مقاطع مصورة اتفاقًا في الدالية يقضي بتسليم عناصر المفرزة مقابل ضمان سلامتهم لدى أهالي بعبدا الشرقية والدالية وبيت عانا، الذين تولوا علاج الجرحى، وانتشرت أيضًا مقاطع تُظهر أسرى الأمن العام بيد مسلحين، إضافة إلى فيديو يوثق سيطرة المسلحين على مطار إسطامو مساءً.

ونشر الصحفي رياض الحسين شهادته حول أحداث اليوم (منشور بتاريخ 12 آذار / مارس 2025)، وقال إنه أُصيب في ساقه من جراء استهداف مباشر لسيارته من قبل مسلحين عند جسر حميميم، وشاهد قصفهم رتلاً لوزارة الدفاع بأسلحة ثقيلة، وقال إنهم سيطروا على مناطق في مدينة اللاذقية، واستهدفوا مدنيين. أعلنت إدارة الأمن العام التابعة لوزارة الداخلية إلقاء القبض على إبراهيم حويجة خلال عملية أمنية في مدينة جبلة.

خرجت مظاهرات (علويون) في مدينة طرطوس، تخللها إطلاق نار، بعد دعوة "المجلس الإسلامي العلوي الأعلى" للتظاهر تضامنًا مع السويداء وجبلة، وردد المتظاهرون هتافات ضد الرئيس أحمد الشرع، وأظهر مقطع مصوَّر إطلاق رصاص قرب المتظاهرين. كما خرج متظاهرون في حي الدعتور تنديدًا بأحداث الدالية وبيت عانا، في حين هاجم مسلحون موالون للنظام مبنى محافظة طرطوس، وفرضت إدارة الأمن العام حظر تجوال من الساعة 10 مساءً حتى الساعة 10 صباحًا في المدينة، بينما اعتلى قناصة أسطح المباني في حي القصور بمدينة بانياس، ونفذ مسلحون كمائن استهدفت عناصر من الأمن العام ووزارة الدفاع قرب دير البشل وبارمايا على طريق بانياس–قدموس، ما أسفر عن قتلى وجرحى ما استدعى إجراء مفاوضات بين الأمن العام والمسلحين، قضت بانسحاب قوات الأمن باتجاه مدينة مصياف، إلا أنها تعرضت لهجوم جديد أثناء انسحابها، بحسب شبكات محلية وناشطين. ونشرت أخبار تفيد بوقوع العشرات من قوى الأمن العام أسرى بيد قوات الفلول، وجد معظمهم قتلى بعد عودة الهدوء إلى المنطقة.

كما شهدت عدة محافظات مظاهرات داعمة للأمن العام، بالتزامن مع دعوة إلى نفير عام شعبي لدعم الجيش والأمن العام، تخللها هتافات طائفية ودعوات للجهاد. بينما ذكر تقرير "لجنة التحقيق الدولية المستقلة عن أحداث الساحل السوري" الذي نشر بتاريخ 14 آب/أغسطس 2025 أن قوات "الفلول" تتبع للحكومة السابقة هاجمت قوات الأمن العام ووزارة الدفاع السورية في بيت عانا، ما أدى إلى مقتل عناصر من الأمن العام وجرح 15 آخرين أثناء محاولتهم اعتقال شحص مرتبط بالحكومة السورية السابقة في قرية الدالية، وأن الحكومة السورية - حكومة تصريف الأعمال آنذلك - استدعت تعزيزات أمنية وعسكرية إلى المنطقة، واستخدمت الطيران المروحي. وأضاف التقرير بأن قوات الفلول استهدفت التعزيزات الحكومية على الطرق الرئيسية مثل طريق أم 4، وطرق مدينة جبلة، واوتوستراد حمص طرطوس، وقتلت 175 شخص من الأمن العام و61 من الفرقة 400. كما أشار التقرير إلى أن قوات الفلول سيطرت بحلول المساء على معظم الطرق الرئيسية والمواقع العسكرية الهامة في المنطقة، ومنها: الأكاديمية البحرية، مواقع قرب قاعدة حميميم، وقاعدة الفوج 107، وأقامت حواجز ونقاط تفتيش في مناطق واسعة من المحافظتين، منها مدينة جبلة وبسيسين والجبيبات والنقعة وبانياس، وهاجموا مستشفيات، منها في جبلة وبانياس والمشفى تشرين الجامعي، واتخذوا بعضها مواقع للاشتباك، واحتجزوا كوادر طبية هناك، كما قتلوا مدنيين في مناطق متفرقة بحسب شهادات من شهود عيان وردت في التقرير.